خطر غير متوقع: كيف تهدد تطبيقات الملاحة السياح في ريو دي جانيرو؟

chada news
0
تطبيقات الملاحة تتسبب في مأساة السياح في ريو دي جانيرو


التكنولوجيا وسوء التوجيه: السياح في مواجهة العصابات

أصبحت تطبيقات الملاحة التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) تشكل خطرًا كبيرًا على السياح في ريو دي جانيرو، حيث تقودهم أحيانًا عن طريق الخطأ إلى أحياء فقيرة خاضعة لسيطرة عصابات المخدرات، مما يعرضهم لخطر القتل برصاص المسلحين.


ضحايا الأخطاء التقنية: حوادث مأساوية لسياح أبرياء

شهدت ريو دي جانيرو، التي تستقبل ملايين السياح سنويًا، حوادث مميتة نتيجة دخول الزوار إلى مناطق خطرة دون قصد. ومن بين الضحايا سائح زار تمثال المسيح الفادي وآخر كان يستقل سيارة أجرة عبر تطبيق "أوبر"، ليتحول مسار رحلته إلى فخ قاتل.

ورغم الأجواء الشاطئية الخلابة والكرنفالات المبهجة، إلا أن بعض السياح يجدون أنفسهم فجأة وسط صراعات مسلحة في أحياء فقيرة تطل على المناطق الراقية.


تصاعد العنف في الأحياء الفقيرة: حوادث دامية

في ديسمبر الماضي، قُتل سائح أرجنتيني بعد أن قادته تطبيقات الملاحة إلى منطقة خطرة، فيما أصيبت امرأة برازيلية برصاصة في رقبتها بعد أن سلك سائقها طريقًا غير آمن عبر "أوبر". كما انتشر مقطع فيديو لسائق سيارة أجرة يتوسل للمسلحين بعد أن وجّهته "GPS" إلى حي خطير.

ويؤكد المحامي البرازيلي الأميركي فيكتور سارتو، الذي تعرض لموقف مشابه في عام 2019، أن العصابات تراقب الأحياء بحذر، وتتعامل بعدوانية مع أي غريب يدخل مناطقها.


حرب النفوذ: العصابات تسيطر على مسارات المدينة

يعزو وزير الأمن في ولاية ريو دي جانيرو، فيكتور دوس سانتوس، تزايد هذه الحوادث إلى تصاعد العنف بين العصابات في 2024. حيث يطلق المسلحون النار بشكل عشوائي على أي مركبة غير معروفة خوفًا من التهديدات الأمنية.

وبحسب معهد "فوغو كروزادو"، فقد أُصيب 19 شخصًا، بينهم مدنيون وعناصر شرطة، في 2024 بعد دخولهم الأحياء الفقيرة عن طريق الخطأ، ولقي خمسة مصرعهم، وهو أعلى معدل مسجل منذ 2016.


أحياء الفقراء وسط الوجهات السياحية: تعايش محفوف بالمخاطر

تضم ريو دي جانيرو نحو 1.5 مليون شخص في أحيائها الفقيرة، أي ما يعادل ربع سكان المدينة، وتتنوع هذه الأحياء بين مناطق جبلية قريبة من الوجهات السياحية وأخرى تمتد على أطراف المدينة.

رغم جهود بعض التطبيقات لتقليل المخاطر، مثل حظر "أوبر" التلقائي للرحلات إلى بعض المناطق الخطرة، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة. ولم تعلّق "غوغل" على هذه الحوادث حتى الآن.


قواعد غير مكتوبة لدخول الأحياء الفقيرة

يؤكد أحد سكان حي "سيداد ألتا" أن هناك "قواعد" يجب اتباعها عند دخول هذه المناطق، مثل تقليل سرعة السيارة إلى أقل من 20 كيلومترًا في الساعة، وخفض النوافذ، وتشغيل أضواء التحذير.

وتشير ماريا إيزابيل كوتو، رئيسة منظمة "فوغو كروزادو"، إلى أن أربع فصائل إجرامية تسيطر على 20% من أراضي ريو دي جانيرو، ما يجعل بعض المناطق تحت سلطة العصابات أكثر من سلطة الدولة، رغم نفي الحكومة لذلك.


مستقبل قاتم: هل تستطيع التكنولوجيا التكيف؟

بينما تستمر المنظمات الحقوقية في التنديد بالعنف المتزايد، لا يبدو أن المشكلة ستنتهي قريبًا، خاصة مع استمرار المواجهات بين العصابات والشرطة. ففي إحدى العمليات الأخيرة، اضطرت مروحية تابعة للشرطة للهبوط اضطراريًا بعد تعرضها لإطلاق نار.

في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع التكنولوجيا أن تتكيف مع تعقيدات الواقع في مدينة مثل ريو دي جانيرو، أم ستظل تُعرض السياح لخطر الموت في أحياء العصابات؟

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)