شهدت الولايات المتحدة تصاعدًا في التوترات مع التطبيقات الصينية، وكان أحدثها حظر تطبيق الذكاء الاصطناعي “DeepSeek” في ولايتي نيويورك وتكساس. وجاء القرار استجابةً لمخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، الأمن القومي، والرقابة المحتملة من قبل الحكومة الصينية.
ما هو تطبيق DeepSeek؟
“DeepSeek” هو تطبيق ذكاء اصطناعي صيني يعتمد على تقنيات التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية، ويستخدم في تحليل البيانات، الإجابة على الأسئلة، وإنشاء المحتوى النصي. وقد لاقى رواجًا عالميًا، لكنه واجه تدقيقًا متزايدًا في الدول الغربية، خاصة مع تصاعد المخاوف من استخدامه في جمع بيانات المستخدمين بشكل غير مشروع.
أسباب الحظر في نيويورك وتكساس
1. مخاوف الأمن القومي
أعلنت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، عن حظر التطبيق على الأجهزة الحكومية، مشيرةً إلى “احتمال تورطه في مراقبة حكومية أجنبية”. وأوضحت أن التطبيق قد يشكل خطرًا على الأمن القومي من خلال جمع البيانات الحساسة لموظفي الحكومة الأمريكية.
2. حماية خصوصية البيانات
وفقًا لمسؤولين أمريكيين، قد يكون “DeepSeek” قادرًا على جمع وتحليل بيانات المستخدمين دون موافقتهم الصريحة. ومع كون التطبيق صيني المنشأ، تخشى السلطات أن يتم استخدام هذه البيانات من قبل الحكومة الصينية لأغراض استخباراتية.
3. مواجهة الرقابة الصينية
إحدى المشكلات الرئيسية التي أثارت القلق هي قدرة التطبيق على فرض رقابة على المعلومات. إذ أظهرت تقارير أن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية تمتلك قيودًا على المحتوى، ما قد يؤدي إلى نشر معلومات منحازة أو حذف بيانات غير مرغوب فيها من قبل الحكومة الصينية.
تكساس تتبع النهج نفسه
لم تكن نيويورك الولاية الوحيدة التي تحركت ضد “DeepSeek”. فقد أصدر حاكم تكساس، غريغ أبوت، أمرًا مماثلًا بحظر التطبيق إلى جانب تطبيقات صينية أخرى. وأشار إلى أن القرار يهدف إلى “حماية البنية التحتية الرقمية للولاية من التهديدات السيبرانية الأجنبية”.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
1. تصعيد التوترات بين الصين والولايات المتحدة
يمثل هذا الحظر أحدث خطوة في التوترات المستمرة بين البلدين حول التكنولوجيا والبيانات. وفي حين لم تصدر الحكومة الصينية ردًا رسميًا حتى الآن، من المحتمل أن تعتبر بكين هذا الإجراء جزءًا من “الحرب التكنولوجية” التي تقودها واشنطن ضد الشركات الصينية.
2. تأثيره على الشركات والتطبيقات الصينية الأخرى
قد يمهد هذا القرار الطريق لحظر تطبيقات ذكاء اصطناعي صينية أخرى، خاصة تلك التي تعتمد على البيانات الحساسة. ومن المحتمل أن يشمل ذلك أدوات الترجمة، البحث، وتحليل البيانات التي تستخدمها الشركات والمؤسسات الأمريكية.
3. مخاوف حول سياسات الرقابة في الغرب أيضًا
في الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة عن الرقابة الصينية، يرى بعض الخبراء أن قرارات الحظر قد تؤدي إلى تقييد الابتكار وحرية استخدام التقنيات المتقدمة. وقد يثير هذا الجدل حول ما إذا كانت الحكومات الغربية أيضًا تمارس نوعًا من الرقابة التكنولوجية تحت مسمى حماية الأمن القومي.
يُظهر الحظر المفروض على “DeepSeek” كيف أصبحت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي جبهة جديدة في الصراع بين القوى العظمى. وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى حماية بياناتها ومواطنيها، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا الاتجاه سيتوسع ليشمل المزيد من التطبيقات الصينية في المستقبل، وما إذا كان هذا سيؤثر على حرية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا.